
تتابع المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان بقلق بالغ المستجدات الخطيرة على الساحة السورية، حيث تؤكد تقارير موثوقة أن فلول النظام السوري البائد، بقيادة مجرمي حرب متورطين في انتهاكات جسيمة، تعمل على إعادة تنظيم صفوفها وفرض نفوذها من جديد، مستفيدة من دعم عسكري ولوجستي مكثف من إيران وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الطائفية، في محاولة لإعادة إنتاج الفوضى وعرقلة جهود تحقيق السلام والاستقرار والانتقال الديمقراطي في سوريا.
وقد برزت على الساحة مجموعات مسلحة مثل “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” التي أُعلن عن تأسيسها في 17 ديسمبر 2024، و”تنظيم صقور الجبل”، حيث تنسق هذه الفصائل بشكل مباشر مع تنظيم “قسد”، ضمن مشروع تخريبي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وتشير المعلومات إلى أن هذه الفصائل لا تتحرك بمعزل عن دعم خارجي، إذ توفر لها إيران وحلفاؤها في المنطقة إمدادات عسكرية ولوجستية مستمرة، تشمل التسليح والتدريب والدعم الاستخباراتي، بهدف تعزيز نفوذها وخلق بؤر صراع داخل سوريا.
وفي هذا السياق، تسعى هذه الجماعات إلى توريط الجنوب السوري في صدام مباشر مع الدولة السورية، ما يهدد بتصعيد عسكري خطير يعمّق معاناة المدنيين ويفاقم الأزمة الإنسانية. إن استمرار هذه التحركات يمثل تهديدًا وجوديًا لمستقبل سوريا، حيث يهدف إلى تقويض جهود بناء دولة ديمقراطية، وتعزيز الانقسامات الداخلية، وخلق حالة من عدم الاستقرار المستدام الذي يخدم أجندات إقليمية معادية لمصالح الشعب السوري.
وبناءً على ذلك، تدعو المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه التدخلات، والعمل على وقف الدعم الإيراني واللوجستي لهذه الجماعات المسلحة، وضمان احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، إلى جانب دعم جهود الحل السياسي من خلال حوار وطني شامل يضمن مشاركة جميع الأطراف السورية في رسم مستقبل البلاد، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية تسعى لإدامة الصراع. كما تشدد المنظمة على ضرورة محاسبة جميع المتورطين في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة قادة هذه الفصائل المسلحة التي تلعب دورًا رئيسيًا في زعزعة الاستقرار واستمرار معاناة المدنيين السوريين.
وفي هذا السياق، تؤكد المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان أن تحقيق السلام والعدالة في سوريا يتطلب التزامًا دوليًا واضحًا بدعم تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة والديمقراطية، وقطع الطريق أمام أي محاولات لإعادة إنتاج الفوضى عبر فلول النظام البائد وحلفائه الإقليميين.
صادر عن المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان
التاريخ: 8 مارس 2025
